كما كان لصدح صوت النجر ، دلالة طلب الإقبال، ولفنجان القهوة دلالة الكرم والحفاوة، كانت قُمرة دلالة الاحتفاء بالقيم والموروث ورواية القصص السعودية الأصيلة؛ لإظهار طابعنا الفريد وترسيخه في أذهان العالم الوسيع.
لطالما ارتبطت القهوة ارتباطًا وثيقًا بالإنسان السعودي، منذ عدة قرون حيث حملت جبالنا في الجنوب فوق قممها وبين حناياها كنزًا فيَّاضًا، ننهل منه إلى يومنا هذا، إرثٌ متوارث من جيلٍ إلى جيل، حتى حظيت بمكانةٍ سامية في مجتمعنا، وأصبحت موروث متآصل في عاداتنا.
حاضرةً بكل مجالسنا، تتصدر محافلنا، تغنَّى بها شعرائنا، تولَّعنا بحب شُربها وتفننا بطرق تحضيرها، اعتنينا بكامل تفاصيلها منذ لحظة الغرس.. وحتى القطف.
على مدى 3 أعوام، يتفانى فيها المزارع بحرث أرضه وبذر حَبِّه شتاءًا، ليُزهر ربيعًا ثم ينتقيه ويحصده بحرصٍ تام صيفًا في عامه الثالث. ثم تستمر بعدها الرحلة بالمعالجة الدقيقة والتجفيف والتحميص، خاضعةً لمقاييس توافي أعلى المعايير، لننتج البُن الأشهر في العالم {أرابيكا}، بمحاصيل هي الأجود على وجه هذه الأرض، لنكون شيوخ البُن وأهل القهوة الأصيلة.
ومثلما انطلق البُن من جنوب المملكة ليروي إرث وهوية وطن لكل العالم، انطلقت قُمرة من عاصمتها لتروي الوطن بمكنوناته وإمكانياته للعالم، لنقدم لكم إحدى قصصنا الملهمة {جازين} كما تستحق أن تُروى: